الاثنين، 15 ديسمبر 2014

إتشطر بس على اللى جواك

مدينة..قرية..مكان بينهما..التسمية لن تهم..فالأماكن بطابع من يسكنونها، تتطبع بطباعهم..تأخذ شكل أفكارهم و تصرفاتهم و إنتاجهم..تتبلور صفاتها نتيجة لتجمعاتهم..فلنسمي إذن هذا المكان "المُجمع".

كان المُجمع مثله مثل سائر الأرض، يمر عليه التاريخ بإيقاعة الثابت الذى لا يمل من تكراره، إزدهار..أطماع..إضمحلال..غضب..فرح..يأس..خوف..إحتقان..إضطراب..هدوء..ثم يبدأ من جديد إزدهار..أطماع..إلخ،
و فى فترة من الفترات، كان المُجمع يمر بوقت حيث يبدو من ظاهره الهدوء لكن التوتر مزروع هناك بداخل النفوس..غليان قائم لكنه لم يفور بعد، كان القائمين على الحكم و المعنيين بإدارة شئون المُجمع فى رحلة عمل لتوثيق العلاقات مع إحدى المدن المجاورة، ثم حدث ما لم يتوقعه أحد..تعرضوا لحادث أودى بحياتهم جميعاً دفعة واحدة !!

ساد الإضطراب و تنوعت ردود الأفعال بين حزن و فرح و خوف و قلق و لامبالاة، لكن كانت هناك تلك المجموعة التى كانت دوماً تطالب بالعدل و الحرية آملين فى تحقيق السعادة و الرخاء لسائر أفراد المُجمع رأوا أنها فرصة ذهبية لتحقيق ذلك الحلم، و بالفعل إستطاعوا أن يتحدوا حيث لم يكن هناك من يكيد الخطط ليفرقهم و سيطروا على مقاليد القوة فى المُجمع و سنوا القوانين و وضعوا الدساتير و جائت بما يلى:
- المساوة الكاملة فى الحقوق و الواجبات لكل أفراد المُجمع
- إلغاء التعامل بالأموال و كل يحصل على ما يريد عن طريق المقايضة
- الفرد يعمل من أجل كل المُجمع و المُجمع كله يعمل من أجل الفرد
- لا يمتلك أى فرد ما يزيد عن حاجته لينعم بحياة كريمة
- إلغاء القوانين البشرية و المخالفين يتم تأهيلهم كى لا يقعوا فى الخطأ مجدداً

مما لا شك فيه أن قابل أفراد المُجمع تلك القوانين الجديدة بنوع من الإستغراب و الدهشة و عدم الفهم و أيضاً بإعتراضات صارخه و تأيدات مدوية و لكن بعد فترة من الزمن تم تطبيق ذلك النظام الجديد و تعايش الجميع على أساسه،
أصبح الجميع يعيش فى هدوء و رخاء، الكل يحصل على حقه فى الطعام، الشراب، العلاج، السكن، التعليم، العمل، الأمن..إلخ
و كان ناتج المُجمع لا يباع للمدن و البلدان الأخرى بالأموال، بل يستبدل بما ينقص المُجمع، إختفت الجريمة و تحقق الرخاء و زاد الإنتاج و تزاوج الأفراد، و سادت السعادة التى طالما حلم بها الجميع.

فى وقت الظهيرة فى أحد الأيام، بينما يتجمعون  للتمتع بقسط من الراحة من العمل، كانت السماء ملبدة بالغيوم التى تخفى أشعة الشمس فى عناد مع أهالى المُجمع الذين كانوا راغبيين فى التمتع بدفئها..لمحوا من بعيد رجل يتقدم ببطء حاملاً على كتفيه إمرأة يبدو عليها أنها فاقدة الوعى، هرعوا نحوه و ساعدوه على وضع حمله بهدوء و رفق على الأرض،
إنها إحدى فتيات المُجمع..كان شعرها الناعم يغطى وجهها فبدأ أحدهم فى إزاحته برفق ففزعوا مما ظهر..كان وجه الفتاة الجميل ملىء بالكدمات و قطع واضح فى إحدى شفتيها وعندما أكملوا تفحصها وجدوا المزيد من الكدمات على ذراعيها و ساقيها و بعض نقاط الدم تلوث ثوبها، وإن كانوا فطنوا لما حدث لكن عقلهم رفض تصديقه حيث أن لا يمكن أن تحدث جريمة كتلك فى مُجمعهم، سألوا الرجل الذى أتى بها:
- خير يا صالح إيه اللى حصل!!
أجاب صالح و نبرة الأسى تختلط مع أنفاسه اللاهثة:
- كنت رايح أتمشى زى كل يوم ناحية الميه..ببص بعينى لقدام لقيت المسكينة دى مُغمى عليها تحت شجرة و حالها زى ما أنتو شايفين..رحت شايلها على كتفى و جيت بيها على هنا على طول
سأله أخر فى توتر:
- ما كانش فى حد قريب منها ولا لمحت حد حواليها؟
أجاب صالح:
- ده لولا إنى بتمشى هناك كل يوم ولا كان حد حس بيها..دى حتى ماكانتش بعيد عن المُجمع..يعنى اللى عمل فيها كده.....
صمت صالح و لم يكمل الجملة التى تعترف بأن الفاعل هو أحد أفراد المُجمع لكنه فضل أن لا ينطقها حتى لا تصبح واقع مؤكد لا ريب فيه،
تبادل الجميع النظرات المفعمة بالتوتر و الخوف مما هو قادم لكن أحدهم جمع شتات نفسه سريعاً و صاح:
- يلا يا جماعة نشيلها و نوديها على أقرب بيت..أهو بيت الريس حامد
إتجهوا بحملهم و قرعوا الباب فى سرعة ففتح لهم الباب الريس حامد سائلاً فى دهشة:
- خير اللهم أجعله خير!! فى إيه يا رجالة؟!! و مين دى؟!
إندفعوا بحملهم إلى داخل المنزل حيث لا يوجد وقت للشرح و أفسح هو لهم الطريق فى تلقائية و بينما عكف الجمع على محاولة إفاقتها و تولت زوجة الريس حامد محاولة تنظيف جروحها، وقف صالح و الشيخ إكرامى يقصون ما حدث على الريس حامد،
جزع الريس حامد لما سمع و أخذ يستغفر ربه و أطرق برأسه فى أسف و حسرة، إستأذن صالح فى إستعمال دورة المياة فأشار له الريس حامد بأن يتفضل،
خرج صالح من دورة المياة محنياً نظره إلى أسفل كى لا يخدش حياء أهل المنزل فرأى كمية من حبوب القمح تبعثرت على الأرض و تزداد كثافتها كلما إقتربت من باب إحدى الغرف، وقف لحظه يتتطلع لباب الغرفة ثم إنتصر فضوله و فتح بابها ببطء و هدوء و عندما لم يقابله إعتراض فتح الباب عن أخره و دلف إلى داخل،
وقف صالح مدهوشاً غير مُصدق ما رأى..كانت الغرفة ممتلئة بأجولة كثيرة بها مختلف أنواع المؤن من قمح وأرز و ذرة و عدس و شعير و غيرها، كمية تكفى ما يزيد عن عشرة أسر لمدة عام، مخالفة صارخة لمبادىء المُجمع و جريمة فى حق أفراده !!
أغلق الغرفة فى هدوء و إتجه للخارج حيث كانت الفتاة إستيقظت من غيبوبتها و إنتابها نحيب و بكاء ممزوجين بالحسرة و الخوف، تتطلع لها صالح فى صمت ثم إتجه صوب الريس حامد و الشيخ إكرامى حيث كان الريس حامد يقول فى غضب ملوحاً بإصبعه فى تهديد:
- لازم نجيب اللى عمل العملة المهببة دى..مينفعش نسيبه أبداً !!
تتطلع له صالح بنظرة جامدة ثم قال فى خفوت شارد:
- جدور الزرع بيجيلها يوم و حد بيطلعها من بطن الأرض و لو محصلش..الأرض نفسها بتكشفها..مفيش حاجه بتستخبى يا ريس حامد
نظر له الريس حامد و نظراته يملؤها التساؤل و الحيرة و لم يمهله صالح فرصة للرد و إتجه خارج المنزل،
مر بقية اليوم و لا شاغل لأهل المُجمع سوى هذا الحادث البشع و الجميع يتداولون الأخبار و كل فى صدمة حيث كانوا قد نسوا تقريباً تلك الجرائم،

نصب الجميع المحاكم لبعضهم البعض بداخل عقولهم..محاكمات كل عقل فيها هو المدعى و الدفاع و الشاهد و القاضى..يضع كل مرة شخص فى قفص الإتهام..يوزع عليه الإتهامات بناء على شكوكه الشخصية و وجهات نظره و الظاهر مما يراه..ثم يدافع عنه بناء على نفس المبادىء..ثم يطلق الحكم الذى يناسب أهواءه و يرضى ضميره..يدين ذلك لأنه لا يتبع التقاليد و يبرىء ذاك لتمسكه بالمظهر الدينى..يدين ذلك لأنه يكشف خطاياه أمام نفسه و يبرىء ذاك لأنه يشاركه نفس أخطائه،
شاع الشك و الريبة بين جميع أهالى المُجمع و ضرب القلق بسوطه القاسى نفوسهم،

ثم مع إنتهاء النهار و بداية ليل غاب عنه القمر..تم عقد مجلس لمناقشة الحادث، بدأ الشيخ إكرامى الحديث حيث أنه قضى النهار فى محاولة لإستقصاء الأخبار و جمع أكبر قدر من المعلومات قائلاً:
- اللى حصل النهاردة مفيش شك أنه حاجة بشعة و مؤسفة..سواء أنها حصلت دلوقتى بعد ما قضينا على الجريمة أو حتى لما كان فى جريمة..اللى إعتدى على بنتنا سهر كأنه إعتدى على كل واحد فينا..إحنا فى المُجمع هنا كلنا واحد و هى بنت و أخت كل واحد فينا، للأسف مفيش معلومة مفيدة توصلنا لإللى عمل كدة..حتى لما إتكلمت معاها قالتلى أنه كان لافف وشه بكوفية و مش باين منه حاجه و حتى هدومه لما هجم عليها ماكانش لابس منها حاجة غير لا مؤاخذة لباسه، و هى أغمى عليها بسرعة من ضربه ليها و من الصدمة اللى كانت فيها حتى ماحستش بأخونا صالح و هو بيشيلها و يجيبهلنا.
ساد الصمت لبرهة إلا من صوت طقطقة النيران و هى تلتهم بلا رحمة الخشب الملقى فى جوفها أو صوت أحد المجتمعين و هو ينفخ دخان السيجارة فى قوة كأنه يطرد إحساس الكآبة من داخله،
فجأة نهض صالح منتفضاً من ممكنه و سأل فيما يشبه الصياح:
- فين إبنك إسلام يا ريس حامد؟
توجهت العيون كلها فى إستغراب للريس حامد و كان هو أكثرهم إندهاشاً و هو يرد:
- إبنى !! ماله إسلام!! بتسأل عليه ليه و ده دخله إيه فى الموضوع؟
تتطلع صالح له و رماه بإبتسامة ساخرة ثم وجه كلامه بما يشبه الخطاب للباقيين:
- يا جماعة..الصدفة..أو الأصح القدر..خلانى أكتشف الحقيقة..النهاردة فى بيت الريس حامد..أكتشفت أنه بيخزن محصول عنده فى البيت..محصول يكفى 40 واحد منا بتاع سنة أو أكتر..الريس حامد بيسرقنا..بيسرق تعبنا و شقانا..بيسرق حق كل واحد فينا أنه ياكل من الأكل اللى مش مِلك حد لكن مِلكنا كلنا
لم تكن تكفى الصدمة الأولى التى تلقاها أهل المُجمع هذا اليوم لكن أضاف لها صالح صدمة أشد وقعاً، إلتفت الجمع إلى الريس حامد الذى إمتقع وجهه و إرتعشت شفتاه و لم يرحمه صالح بل أكمل:
- طبعاً لما واحد يبقى بيتصرف كدة مستنيين تربيته تبقى عامله إزاى!! كلنا عارفين إن إسلام عينه من سهر من زمان..و لما هى ماكانتش مدياله ريق حلو قال ياخدها بالعافية..ياخدها غصب زى ما أبوه بيعمل معانا..إسلام الوحيد اللى مظهرش من صباحية ربنا لحد دلوقتى..طبعاً عمل العملة و إختفى..فاكر إن هيستخبى زى ما أبوه مستخبى مننا..لكن الحق دايماً بيبان
هب الريس حامد واقفاً و صاح قائلاً:
- إنت بتخرف تقول إيه!! أنا إبنى برقبة عشرة زيك!! عمره ما مد إيده على حاجه مش من حقه سواء كانت برضا صاحبها أو غصب عنه!!
رد عليه صالح و نظراته النارية موجهه له:
- لو الناس مغلطانى..تتكلم..و لو أنت مش بتسرق المحصول..إعمل فيا اللى أنت عايزه
كان الموقف على وشك الإشتعال فصاح الشيخ إكرامى قائلاً:
- كل واحد قال اللى عنده خلاص..نتحقق و نشوف قبل ما نرمى حد بالباطل
تكلم الريس حامد لكن فى ضعف قائلاً:
- أنا فعلاً غلطان..بس أنا خايف من الزمن..إللى إحنا فيه ده هيفضل لحد إمتى؟..من إمتى و الدنيا بتفضل مطاوعنا و ماشية بمزاجنا؟..خفت على مراتى و عيالى من قسوة الزمن..كنت عايز أضمن أنهم ما يتذلوش لحد يوم ما كل اللى إحنا فيه يروح و ما يتبقاش غير الفقر و الحوجة اللى بيكسروا نفس الواحد
ثم بدأت الدموع تترقرق فى مقلتيه و قال بصوت متحشرج:
- بس أنا محدش من أهلى عارف اللى بعمله عشان يبقوا زيى..أنا ماكنتش عايزهم يبقوا كدة..قررت أشيل الذنب لوحدى..و اللى فيكو مش مستعد إنه يضحى بنفسه و شرفه وكل حاجه عشان عياله يتكلم
إنتاب صالح الضيق و غادر المكان غاضباً و لحق به يوسف صديقه، مشى بجانبه صامتين حتى وصلا إلى ضفة النهر و جلسا هناك، قطع يوسف الصمت قائلاً:
- ليه الريس حامد يعمل كده..هو إحنا ناقصنا إيه..ما كل حاجه ماشيه زى الفل بقالها سنين..و اللى أبوه ولا أمه بيموتوا..ولا بيتشرد ولا بيضيع
رد عليه صالح فى غيظ:
- إوعى تصدق الكلمتين دول..ده الطمع هو اللى بيحركه..عايز يبقى عنده أكتر من غيره..عايز يحس أنه أحسن من غيره..مميز عنهم..فى حاجة زيادة..الناس بطبعها ضعيفة و بتبقى عايز تتغلب على الضعف ده..فى اللى بيتغلب عليه بالشغل و فى بالفلوس و فى بالسلطة وفى بالشهرة
ثم هب واقفاً و بدأ فى خلع ملابسه و هو يقول:
- أنا حاسس إنى بغلى أن هنزل الميه يمكن تبردنى
ضحك يوسف و قال:
فى السقعة دى و بلباسك كدة
إلتفت صالح له بعد أن كان خلع ملابسه كلها إلا سرواله الداخلى و هو يقول:
- إنشف كدة و قوم إنزل معايا
ظل يوسف يتطلع له فى صمت دون أن يرد فقال له صالح:
- مالك ساكت ليه؟ خلاص خليك
قفز صالح فى المياة و بدأ يعوم بها فى سرعة كى يبث الدفء فى أطرافه بينما ظل يوسف يتطلع له واجماً مصدوماً، ثم هب واقفاً و إتجه مسرعاً إلى المجلس المنعقد و صاح بهم و هو يلهث:
- يا جماعة أنا عرفت مين اللى عمل كدة
إلتفتوا له فى دهشة و كلهم تحفز و إنتظار لما سيقول، إلتقط أنفاسه ثم قال:
- صالح هو اللى عملها..قلع هدومه قدامى عشان ينزل الميه..لقيت بقعه على لباسه..بقعة طين..الطين ده مش موجود فى حته غير فى الحته اللى لقيتوا عندها سهر..لو كانت البقعة على بنطلونه ولا قميصه كنت قلت جت و هو بيشيلها..لكن دى فى مكان مينفعش تكون فيه إلا لو كان باللباس بس زى ما سهر قالت
كان تتابع الصدمات على أهل المُجمع أكثر ما يمكن إحتماله..النفس البشرية عندما يزداد الضغط عليها فإنها تتصرف بهمجية بحتة لا عقل ولا منطق بها،
إنطلق جمع كبير إلى مكان صالح و الشيخ إكرامى يحاول تهدئتهم لكن ما من مُجيب، إنقضوا على صالح، كانت كل لكمة و ركلة تنفس عن الغضب المستعر و الكبت بداخل كل منهم،
و عندما توقف الضرب..مال يوسف نحوه و سأله فى حسرة ممزوجة بالعطف:
- ليه عملت كده؟
رد صالح فى صعوبة و الدماء تملاً فمه و إبتسامه شاحبة تزين وجهه:
- عشان قرفت من العيشة دى..فاكرين أن كدة بقت جنة..تحس إزاى أنك بتعمل حاجة ولا ليك معنى و إحنا بقينا كلنا نسخ من بعض..عارف إيه اللى بيخلى الواحد مبسوط..أنه يبقى مختلف..أنه يعمل حاجه محدش عملها..أنه يعمل حاجة مش زى حد..أنه يتمرد على العادى
قال يوسف فى أسف:
- بس ده مش معناه إنك تاخد حاجه مش من حقك..إنت فاكر وجع الإختصاب فى العنف؟ وجع الإختصاب فى الغصب..فى أنك تعدى حدودك و تمد إيدك و تهبش حاجة مش بتاعتك..إنت زيك زى الريس حامد..مفيش فرق ما بينكو..نفسكو فى اللى مش عارفين توصلوله..طمعانين فى اللى مش بتاعكو..كلنا جوانا كل حاجه حلوة و كل حاجة وحشة..مين اللى يعرف يسيطر على الوحش و يطلع الحلو..هو ده اللى بيفلح
فوجىء الجميع بالريس حامد يقول:
- و أنتو بقى اللى ملايكه..أهو..أول ما جت الفرصة طلعتوا الكلب السعران اللى جواكو..نسيتو أننا مش بنعاقب حد ولا بنحبس حد..زى ما أنا خليت عندى اللى زيادة عن حاجتى..زى ما الكلب ده تعدى على شرف البنت الغلبانه..كلنا زى بعض..مفيش حد أحسن من حد
نظر الجمع لبعضهم فى توتر و قلق و خوف و ندم..ثم قطع الصمت صوت الشيخ إكرامى يقول:
- الإنسان مع الزمن بيصيبوا الكِبر و بيفتكر أنه ممكن يحط خطط أحسن من اللى خالق الكون..فاكر أنه يعرف يحكم و يعدل و يمشى الدنيا على هواه..بينسى أن جواه حاجات فيه هو بس تبوظ الخطط دى..بينسى أنه جواه طمع..أنانية..ظلم..كراهية..ملل،
إوعى تفتكر إنك مهما عملت هتعرف تظبطها و تبقى ما تخرش الميه..هى مظبوطة على أحسن ظبطة ليها..قبل ما تحاكم الإنسان اللى زيك..حاكم نفسك..سيطر على نصك الوحش و سيب نص غيرك الوحش لاللى خالقه هو عارف صرفته..متعينش نفسك واصى على غيرك..إتشطر بس على اللى جواك ده أنت جواك بلاوى

ثم إنصرف الشيخ إكرامى و أثناء إبتعاده سمعهم يتجادلون فى كيفية عقاب المخطئيين.