الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

الدنيا دنيا

تأكد من غلق باب الشقة بإحكام ثم بدأ فى هبوط درجات السلم ببطء من لا يلوى على شىء و لا يكترث للحياة المسرعة حوله، عند وصوله للطريق تداخلت الأصوات و تشابكت ما بين بائع ينادى على بضاعته و صوت أغانى ينبعث من مكان ما يبدو قريباً على الرغم من بعده، أطفال تصيح دون توقف كمتنفس للطاقة التى تجرى فى عروقهم، أصوات الأقدام التى تدب الأرض بين خطوات متمهله و أخرى متعجلة بعضها ثقيل و الآخر يكاد يطير، حتى صوت الأنفاس المتسارعة جراء حرارة الصيف.
إتخذ طريقه بنفس التريث صوب عربة الفول و توقف عندها قائلاً بإبتسامة عريضة:
-صباح الفل يا زينهم
رد زينهم و البشاشة تملأ وجهه و يداه تعملان بسرعة الصاروخ فى تجهيز أرغفة الفول:
-أحلى صباح على عم صابر الراجل الطيب..دقيقة و طلبك يبقى جاهز
-ربنا يباركلك
إلتقط زينهم الكيس الممتلىء بوجبة الإفطار و وضعه فى يد صابر قائلاً:
-الفطار الجامد للراجل الجامد
أمسك صابر الكيس و ناوله النقود:
-متشكرين يا زينهم
إتخذ صابر مقعدة على المقهى و طلب كوب الشاى ثم بدأ يتحسس الكيس و يفض أرغفة الفول و الطعمية و بدأ يتناول إفطاره. لم تتغير عاداته اليوميه منذ ثلاثة سنوات..تمر الأيام متشابهه فى المجمل مختلفة فى التفاصيل..الحياة لم تطلب منه أن يشغل باله بالمال و العمل ولكن أخذت شىء فى المقابل..إختطفت بصره..لا يوجد عروض مجانية فى تلك الدنيا.
بمجرد إنتهائه من الشاى إنضم لطاولته رفاق كل يوم، الأستاذ سمير صاحب محل الأدوات المكتبية، عبد الشافى أفندى وكيل أول وزارة محال على المعاش، و بعد تبادل التحيات و السلامات تبدأ جولات المناقشات، أخبار و أحوال البلاد، مجادلة حول مبارة الأمس و توقعات مبارة اليوم، التحسر على أحوال الزمان و التمنى بعودة الماضى و ما كان، ثم فجأة ينقطع الكلام..ينساب لأنفه رائحة عطر أنثوى نفاذ..ضربة كعب صوتها يدق فى القلوب..إنه يعرفها حق المعرفة..مثله مثل الجميع..إنها دنيا..إنها الرقة و الدلال..إنها القسوة و العنفوان..إنها الفضيلة و الرذيلة..الجمال الهادىء الرقيق و الجاذبية المتوحشة..الملابس التى ليست بفاضحة و لا محتشمة..إنها الوعد الغير مرهون بأى ضمانات، يطول الصمت حتى تختفى عن الأنظار و يصيح صبى المقهى بالجملة الختامية قائلاً:
-و عندك شيشة معسل أوييييى و شاى سخن مولع ناااااار
يقول عبد الشافى أفندى و هو شارد:
-هى دنيا مش عايزة تسيب الناس فى حالها ولا الناس عايزة تسيبها فى حالها
يرد الأستاذ سمير قائلاً:
-أديك قلت..حتى إللى بيسيبها..لازم هى تجيبه
يقول صابر:
-ما كتير سايبنها و لا عرفت تشدهم
يبتسم الأستاذ سمير متهكماً و يقول:
-مش قصدى حاجة يا صابر ياخويا بس أصلك مش شايفها
يضحك صابر و يقول:
-مش يمكن ده فى صالحى..طيب ما تقولى على إللى إنت شايفه
يتنهد الأستاذ سمير و يقول:
-فيها راحة غريبة عارف إن فيها تعبك و مع ذلك عايزها..تشدك كده من غير ما تتكلم ولا تقول أنا فيا و فيا..تبقى عايز تجرى وراها بالمشوار و كل ما تفتكر إنك ملكتها تحس إنها هتطلعلك لسانها و تقولك كان غيرك أشطر..و تبقى شايفها قدام عينك لو مديت إيدك هتمسكها لكنك ولا تعرف تلمس شعرة منها إلا بإذنها
يرد الأستاذ عبد الشافى متهكماً:
-هى خلتك فيلسوف ولا إيه..يا راجل ده إنت إبنك بقى طولك
يجيبه الأستاذ سمير ضاحكاً:
-و لو أطول منى..ولا عشان راحت عليك يا راجل يا عجوز
تعالت ضحكات الجميع و مر اليوم و جاء الليل و كان صابر يجلس فى شرفة منزله يستمع لكوكب الشرق و هى تصدح قائلة:هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفِكَرُ
هذه الدنيا ليالٍ أنت فيها العُمُر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصرُ
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
يبتسم بعدها و يأخذه الخيال إلى دنيا..ترى كيف تبدو تلك التى تنعقد أمامها الألسن و ترتجف لها القلوب و تشخص لها الأبصار..يراها بعينين واسعتين سوداتين كقاع بئر سحيق لا تدرى أين نهايته..شعر ثقيل كالقطيفه يسترسل على كتفيها فى إنسيابيه و غجرية يوحى بالراحة و لكن يحمل فى طياته المتاعب..أنف حاد يتطلع فى تكبر على الآخريين..شفتان شهيتان كثمرات الفروالة الطازجة التى بللتها حبات الندى فزاد بريقها و جعلها تنزلق هاربة دون أن تشعر..رقبة طويله ممشوقة تحمل رأسها كتاج لملكة من ملكات الإغريق..جسد منحنياته نُحتت بإتقان فحتى الهفوة بها صنعت الجمال..نهدين من المرمر شامخان على الرغم من ليونتهم المفرطة..مؤخرة ممتلئة و هشه كوسادة من ريش النعام لكنها لا تفرق فى الأحلام..ساقين ممشوقتين ملفوفتين ناعمتين كملمس الرخام و نفس القدرة على الإنزلاق..و قدمين بأظافر مقلمة و طلاء أحمر نارى يخلب الألباب و يفضح الشهوات يتربع فوقهم خلخال ذهبى ملاكهم الحارس.
إنه الخيال و ألاعبيه..لا تعرف إذا كانت هذة قدرة الإنسان المحدودة على الخلق أم إنه كله إسترجاع لما رأى و فات.
حتى عندما غلبه النعاس و فى عالم الأحلام، لم تغيب دنيا عنه، عبثت بأحلامه كثيراً و حاول ترويضها قليلاً.
بعد إستيقاظه و بعد أن إستعد للخروج لممارسة عاداته اليوميه دق جرس الباب، إتجه نحوه مسرعاً على قدر المستطاع و فتح الباب قليلاً متسائلاً:
-مين؟
جائه صوت و رائحة أنثوية قائلة:
-إزيك يا صابر أنا دنيا
من يبدأ بالحديث؟ من ينتزع خنجر الجرأة و يطعن هذا الصمت المزعج؟ ما الذى يقال؟ لقد ظل صابر جالساً قبالة دنيا لعدة دقائق لا يفعل شىء سوى أن يتنفس بصوت عالى و عقله و قلبه سجينان زنزانة التوتر، لا هذا ليس حاله دائماً مع النساء، فهو شخص حلو اللسان مع الجميع، لكنها القيود التى يصنعها مخزون الحكايا و الأساطير فتكبل حرية الألسن..بل و العقول و القلوب.
تنحنحت دنيا فزاد توتره..ثم تكلمت قائلة فى خفوت يشوبه نبرة باسمة:
-إنت يا صابر قلقان منى؟ يمكن تكون سمعت عنى كتير..فيه إللى صح و فيه إللى غلط..و غيرك كتيرسمعوا و إتكلموا و شافوا..بس كل واحد و هواه
رد صابر بتوتر و نبرة بها الكثير من البراءة:
 -هو حضرتك بتقوليلى الكلام ده ليه؟
شعر بإبتسامتها الحانية فى نبرتها عندما قالت:
-عشان إنت من حقك تعرف..كل واحد من حقه يعرف..مش حد تانى إللى يعرفه
-أنا بردو مش فاهم ليه أنا بالذات لازم أعرف؟ و أعرف إيه؟!
-تعرف إللى عايز تعرفه..تعرف إللى بتتخيله و تفكر فيه..تعرف مين دنيا و عايزه إيه..حتى لو ما وصلتش لكل حاجة..بس ما تفضلش فى الضلمة إللى غيرك فارضها عليك
أجابها فى نبرة منكسرة:
-أنا كده كده فى ضلمة
-الضلمة مش فى العين يا صابر..الضلمة فى العقل..فى القلب..لما إتنين بيحضنوا بعض..محدش بيبص للتانى بعينه
إبتلع ريقه و إرتجف قلبه، لا يعرف إذا كان ذكر العناق أم تلك الفرصة التى تمنحها له، قبل أن تتلاعب به الأفكار سمعها تنهض من مجلسها فيزداد إنتشار عطرها الذى يخدر الأعصاب و يلهبها و إتجهت صوب الباب ثم إلتفتت له قائلة:
-هشوفك بعدين يا صابر
إستمع الأستاذ سمير و عبد الشافى أفندى لصابر و بعد ما أنهى حديثه قال الأستاذ سمير فى نبرة الحالم:
-يا سلام يا عم صابر..ده إنت إتفتحلك باب النعيم
رد عبد الشافى أفندى محذراً:
-أو باب الجحيم
عاجله الأستاذ سمير مسرعاً:
-إنت هتخوفه ليه!! ما هو يقدر يعمل إللى عايزه و فى أى وقت يحس إن فيه غلط يبطل
رد عبد الشافى أفندى:
-دى الخدعة إللى عمرها ما بتقدم
طال جدالهم و صابر بينهما، كل منهما منطقه سليم و لكنه يتعارض مع الآخر، و ظلوا هكذا طويلاً حتى تشعر بإنه جدال مستمر إلى أبد الأبدين.
هل تعمدت دنيا أن تتقرب منه أم إنه الذى أخذ خطوة فى الطريق، بدا له إنه شىء محتوم لا فكاك منه، تعددت اللقائات و طالت الأحاديث و تبسمت الوجوه و خفقت القلوب و إرتجفت الجفون و إرتعشت الأيدى، ملئت اللذة الأنفس و تملك كل منهما من الآخر..على أغلب الظن!!
ظل عبد الشافى أفندى ثابت على تحذيراته الحكيمة و ظل الأستاذ سمير يشجعه على إشباع سعادته، و دنيا معه بسيطة..محببه..لا هموم تصاحبها ولا مشاكل تعكرها.
مع مرور الوقت بدأت التغيرات، لو أن شيئاً يبقى على حال ما تعاقب الليل و النهار، لاحت شمس الهموم فى الأفق و غطت بعض سحب المشاكل سماء السعادة و تعكرت مياة البساطة ببعض شوائب الحياة،
إنه عجب العجاب..كل شىء حاد..الحزن شديد و الفرح كثير..الحب وفير و الكره مديد، أصبح صابر شاطىء و دنيا الموج..يشتاق إليها فتغمره ثم تسرع منسحبة عنه.
قضت معه الأيام و الليال..فى إحدى المرات قررت البيات بجواره..فقط النوم بجواره..و لإنه الأختبار الأصعب، دخلت بين ذراعيه و أراحت منحنياتها على جسده، ملأت أنفه برائحة شعرها، نامت أناملها على صدره، تزامنت دقات قلبيهما معاً.
إستقيظ صابر من النوم و لكن دنيا ليست بين ذراعيه، تتأرجح مشاعره بين الإلتهاب و الراحة كبندول ساعة حائر لا يستقر أبداً، سمع صوت خرير المياه القادم من المطبخ فأيقن إنها تقوم بإعداد الإفطار..تثاؤب ملياً ثم توقف فجأة و صرخ قائلاً:
-دنياااااااااااااااا
ليس من عادة دنيا أن تهرع ملهوفة لمن يستنجد بها، لذا فقد تأكدت أولاً من عدم تلف ما كانت تقوم بتحضيره ثم إتجهت إليه فى خطوات ثابتة ليست ببطيئة ولا سريعة.
كان صابر جالساً على طرف الفراش يغلق عينيه و يفتحهما و وجهه يرتسم عليه إمارات الدهشة و الألم، إلتفت بنظره نحوها و هى واقفة عند مدخل الغرفة تراقبه بإهتمام دون أى تعليق، هى كذلك كلما إشتدت العلاقة بينك و بينها فإنها لا تطمئن على أحوالك، بل تنتظر أفعالك و تتجاوب بعدها..أو لا، بدأ صابر الكلام بلهجة مرتجفة قائلاً:
-دنيا..أنا..أنا شايفك!!
طال صمتها و تطلعها إليه و كأن كلماته لم يكن لها أدنى أثر عليها..عجيبةٌ هى..لم يعرف أحد ما يثير جنونها و ما يهدىء من روعها..لكن من المؤكد أن لا يوجد شىء يدهشها،
تحركت فى بطء و جلست بهدوء بجواره و سألته:
-و شايف إيه يا صابر؟
إلتقط صابر وجهها بين كفيه و هو يتطلع لها بعينان لم تعتادا الضوء بعد، ثم قال:
-شايفك جميلة
إبتسمت ثم أزاحت كفيه برفق و ربتت على ظهر يده قائلة:
-هنشوف ده هيفضل رأيك لحد إمتى
ثم قامت متجهه خارج الغرفة و صابر يتطلع لها فى حيرة ثم توقفت عند الباب و إلتفتت له برأسها لتعطيه إبتسامة ساحرة ثم أكملت طريقها خارج الغرفة.
فرح الأصدقاء و الأحباب للخبر السعيد و تمنوا له التوفيق فيما هو قادم مع بعض النصائح و الدعوات.
فى إحدى الجلسات اليومية مع أستاذ سمير و عبد الشافى أفندى، سأله الأستاذ سمير:
-عامل إيه مع دنيا؟
-مش عارف..هو أنا مبسوط بيها..بس حاسس إن فى حاجة مش مريحانى
-إوعى تقولى إنك بعد ما شفتها بقت مش عاجباك
رد عبد الشافى أفندى قائلاً:
-و ما خفى كان أعظم
رد الأستاذ سمير صائحاً:
-يا عبد الشافى أفندى..ما تسيب الراجل يتيسط و يمتع نفسه..ليه بتخوفه
قال عبد الشافى أفندى فى هدوء:
-أنا مش عايزه يخاف من أى حاجه..أنا عايزه بس ياخد باله
سأله صابر و هو نصف شارد:
-من إيه يا عبد الشافى أفندى؟
تنهد عبد الشافى أفندى ثم قال:
-تاخد بالك من دوام الحال..ما تسيبش نفسك و تنسى..السعادة معاها مش دايمه ولا الحزن هيفضل ما بينكوا معشش
قال الأستاذ سمير:
-بص يا صابر ياخويا..دنيا معاك دلوقتى..ما تفرطش فيها..إتبسط و إنسى كل القواعد و القوانين..لو راحت من إيدك مش هتستناك..هتروح لغيرك و إنت إللى هتندم..سيطر عليها و خليها دايماً تحت طوعك
قال عبد الشافى أفندى مبتسماً:
-و لما أنت شاطر أوى كدة..ما كانت قدامك من أول ما جت..ما عملتش كدة ليه..عشان أنت عارف كويس إن ولا أنت ولا غيرك هيعرفوا يعملوا ده
مر الوقت و الزمن، تعاقبت الأحداث و الحكايا، مازالت الأرض تدور حول نفسها حائرة لا تعرف متى تستقر،
إزدادت دنيا غموضاً لصابر، و كان ظنه إنه عندما يراها و يعى تفاصيلها و سيكون هذا راحة البال و لكنه الآن أشد حيرة مما سبق، تارة هى محبة و مطيعة و أخرى هى متمردة، تصفو أوقاتاً كسماء الربيع و أوقاتاً تكون أشد قتمة من مستنقع راكد، و فى أحد الأيام و قبل أن يدخل إلى شارعهم، لمحها تتسامر مع رجل على ناصية الطريق، تهبه أروع إبتسامتها و أكثر نظراتها عذوبة، ترن ضحكتها معه صافية تدعوه عن طريقها للمزيد، ثم إلتقط الرجل يدها و لثمها بحرارة فمالت عليه و طبعت قبلة دافئة على وجنتيه.
ظل صابر قابعاً فى المنزل فى حالة ذهول و صدمة و ألم و مرارة، و هو يسأل نفسه لماذا؟
دخلت دنيا إلى المنزل لا تعبأ لشىء و إتجهت لصابر و قبلت جبهته ثم جلست لجواره، بينما نظراته تمتلىء بالإستنكار هى كعادتها لا تبالى، سألها:
-كنتى فين؟
-كنت مع فايز
-مين فايز؟
إعتدلت فى جلستها و تحولت لنبرة باردة:
-مفيش أى حاجة قالت إن أنا بتاعتك..أما مش ليك أنت و بس..أنا أروح لأى حد فى أى وقت و أعمل إللى أنا عايزاه..وجودى معاك زى وجودى مع غيرك..القرار مش ليكو..القرار قرارى..إنت بس ليك الحق تتعامل معايا إزاى..أكتر من كدة لأ
إزدادت صدمته و خيبة أمله، نعم..كلنا نتمنى أن لا تكون الحقيقة بتلك المرارة،
أشاح بوجهه عنها و إلتزم الصمت و بدأ اليأس ينساب فى عروقه ثم فوجىء بها تدير وجهه إليها ثم تلتقط شفتاه بين شفتيها فى قبلة عميقة..طويلة..دافئة، نسى ما كان و غرق فى حلم جميل، خفتت الأصوات من حوله إلا من صوتهما الذى كان كعزف منفرد فى مسرح خال من البشر، تطورت القبلة إلى عناق إلى إلتصاق إلى عالم سرمدى لا يوجد به زمان أو مكان..فقط جسدان ملتحمان تتلامس به روحان، يتجرع من كأس السعادة بلا حساب حتى أصابته سكرة النشوة.
بينما تهدأ الرواح و الأجساد و مازالت الأنفاث متلاحقة، لثمت دنيا شفتاه بقبلة أكثر عمقاً ثم قامت من جواره و بدأت إرتداء ملابسها إستعداداً للخروج، إعتدل صابر فى جلسته و سأله مدهوشاً:
-إنتى هتمشى؟!
ردت فى هدوء:
-طبعاً
-ليه؟!!
-و إنت مستنى إيه..مش معنى إننا إستمتعنا إنى خلاص بقيت ليك..إنت بس جربت معايا كل جديد..دلوقتى إنت شايفنى صح و عارفنى صح..مش قلتلك رأيك إنى جميلة مش هيدوم..مش عشان أنا وحشة..بس عشان أنت عايزنى على طول جميلة و أنا ماينفعش أبقى كدة..كل واحد فيكو عايزنى أبقى بتاعته و يسيطر عليا  و أبقى سعادته و راحته..داخلين فى سباق مع بعض عليا..و إللى مش بيوصلى فيكو..يقلب عليا و يشتمنى و يقول للكل إنه كارهنى..و إللى بيتبسط معايا شويه بيفتكر إنه كده هو الكسبان
-إنتى ليه كدة!!

-من غير ليه..أنت هتفضل صابر..و أنا دنيا